وقالت الصحيفة إنه بالرغم من تصاعد الغضب حتى لدى دول أوروبية ضد إدارة الرئيس الأميريكي باراك أوباما، بسبب عدم تدخلها بقوة في الصراعات التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً الأزمة السورية، إلا أن هذا لم يمنع "قوى غربية من أن تتقاسم مع واشنطن تخوفها من تدخل بري عسكري للسعودية وتركيا في سورية".
ومردّ تخوف القوى الغربية من هذا التدخل كون هذه الأخيرة "ترى في دخول القوات السعودية والتركية لسورية مواجهة مباشرة مع القوات الروسية وبما أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" فإنه سيكون معنياً مباشرة بنتائج العملية العسكرية.
وأكدت الصحيفة أن الرياض وأنقرة لا تريدان التحرك عسكرياً في سورية بدون موافقة الولايات المتحدة الأميركية، على الرغم من كون البلدين "غاضبين مما يعتبرانه فشل واشنطن في القيام بخطوة قوية ضد المساندة الروسية للرئيس السوري بشار الأسد".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤولين دبلوماسيين غربيين قولهم إن تركيا تريد إقامة منطقة آمنة على حدودها مع سورية، وهو الأمر الذي سيمكن أنقرة من معرفة مدى تمدد القوات الكردية في سورية، خصوصاً أن هذا الملف يعدّ الشغل الشاغل لأنقرة في الآونة الأخيرة، كما أن منطقة آمنة ستوفر فرصة للمعارضة السورية المسلحة لالتقاط أنفاسها من تصاعد وتيرة القصف الروسي.
كما تحدثت الصحيفة البريطانية عن موقف "الناتو" من النية السعودية-التركية للتدخل في الأراضي السورية، وهو موقف متخوف "من تورط بلد عضو في التحالف في مواجهة مباشرة مع روسيا"، قبل أن تنقل تصريحاً لشارل ليستر؛ وهو باحث في معهد "الشرق الأوسط" الأميركي، والذي أكد أن "سورية الآن خارج السيطرة وما يحدث حالياً في شمال سورية مؤهل لأن يقلب مسار الأزمة".
ويبقى هدف السعودية من التدخل في سورية حسب "فايننشل تايمز" هو ألا تخسر تأثيرها في الصراع الدائر حالياً في سورية، وأيضاً أن تحافظ على مركز قوة في المفاوضات السورية، "وأن تحافظ على تأثيرها في واشنطن أيضاً" تقول الصحيفة.
اقرأ أيضاً: الجبير: مهمة أي قوات سعودية بسورية القضاء على "داعش"